البناء باستخدام مخططه وتصميمه
الحياة اليومية معاً
ينبغي أن نبني بيت الله معاً باستخدام مخطّطه وتصميمه لكي يصبح بيتاً جيداً ليسوع ليحيا فيه. إن بيته مصنوع من الناس، حجارته الحية وعلينا أن نبني حياتنا معاً بحسب طريقته. يسمّي الكتاب يسوع بالمهندس الأعظم، ويجب أن نهتمّ بشدة بخطّته لحياتنا.
2/12/2007
والآن بعد أن حدّدنا ما هي مواد البناء الجيّدة المستخدمة في بيت الله...فكروا في هذه: افترضوا بأنه يمكننا أن نأخذ كل الحجارة الجيدة، وكل الخشب الجيد وكل مواد البناء الجيدة الملائمة التي يختارها يسوع لبيته وأن نكوّم كل هذه المواد الجيدة في كومة. فماذا سيحدث؟ لن نحصل على بيت. فبيت الله يتطلّب أكثر من مجرّد مواد بناء جيّدة (المسيحيين الحقيقيّين). فإن كانت لديك كل مواد البناء مكوّمة في كومة فهذا لا يعني أن لديك بيتاً يمكنك أن تنام فيه. لن تحميك هذه الكومة من العاصفة بغض النظر عن جودة هذه المواد.
ينبغي أن نبني بيت الله معاً باستخدام مخطّطه وتصميمه لكي يصبح بيتاً جيداً ليسوع ليحيا فيه. إن بيته مصنوع من الناس، حجارته الحية وعلينا أن نبني حياتنا معاً بحسب طريقته. يسمّي الكتاب يسوع بالمهندس الأعظم، ويجب أن نهتمّ بشدة بخطّته لحياتنا.
لله شعب رائع منتشر في كل بقاع الأرض. ولطالما سعى هذا الشعب خلال ألفي سنة مضت في تغيير حياتهم لإرضائه، ولكن تتثبّط عزيمتهم لأنهم لم يقدروا في الواقع على استخدام طاقتهم الكاملة ولا على خدمته بشكل جيد. ومع أنهم يرغبون في ذلك بكل قلوبهم إلا أنهم يفشلون مرة تلو المرة. والسبب في الإخفاق هو البناء بالطريقة الخاطئة. لم نبنِ بحسب المخطّط والتصميم الذي أعطانا الله إياه. عندما يحاول أي إنسان أن يفعل أي شيء ولكنه يحاول أن يفعله بالطريقة الخاطئة تماماً فإنه نادراً ما ينجح مهما كان مُخْلِصاً.
يتم بناء بيت يسوع بحسب تصميمه، لا تصميمنا. وتصميمه هو “مئات الآباء والأمهات والإخوة والأخوات”. تصميمه هو أن “ يعترف أحدنا للآخر بخطاياه” فنشفى. وتصميمه هو أن “يحمل أحدنا أثقال الآخر وهكذا نتمّم ناموس المسيح”. وتصميمه هو “نكون واحداً كما أنه هو والآب واحد”. فالله لا يود أن يجمع حجارة متفرّقة تلتقي في يوم الأحد لكي “تحضر” محاضرة وتشارك في حفل، ولكن رغبته هي في عائلة مبنية معاً كل يوم، ومحبوكة في كل جهات الحياة اليومية.
لقد اختار يسوع لبيته تصميماً يبدو بالشكل نفسه في كل بلد، مهما اختلفت اللغة أو الثقافة. والتصميم هو أن كل شعب الله يضعون حياتهم ليحبّوا ويخدموا أحدهم الآخر كل يوم كعائلة معاً. فكنيسة يسوع الحقيقية والمصمّمة بحسب طريقته لتكون قوية، ينبغي أن تكون عائلة بشكل يوميّ. فهم يأكلون معاً من بيت الله، ويخدمون أحدهم الآخر ويساعدون أحدهم الآخر بطرق عديدة كل يوم. إنهم يردّدون كلمات الله لكي يشجّعوا أحدهم الآخر ويصبحوا مشابهين أكثر ليسوع. وعندما يرون الخطية فإنهم يتحدّثون معاً بشأنها مباشرة. ولا ينتظرون حتى يأتي يوم “الأحد” أو لكي يسمعوا شخصاً ما يعظ عظة عن مقاصد الله (أف 10:3؛ 1 بط 2) فكلنا كهنة وسفراء عن الله أحدنا للآخر وللعالم “كلّما قمنا وجلسنا وكلما مشينا في الطريق”.
كلنا مدعوّون لنكون كهنة ليسوع، وكلنا مدعوون لكي نحمل كلمة الله ونساعد أحدنا الآخر. وهذا يعني أنه إذا رأينا قريبنا يتصرّف بأنانية أو غضب، أو إن رأيناه يسكر أو يتصرّف بكبرياء، الأمر الذي يكسر قلب يسوع، فعندها ستقع على عاتقنا مسؤولية مساعدة أحدنا الآخر في التغير. ويتمّ هذا كل يوم وليس له أي علاقة بأيام الآحاد. فكنيسة يسوع الحقيقية مصنوعة من حجارة حية، وتصميم البيت هو لعائلة تعيش فيه كل يوم، وهو ليس شيئاً “نحضره” لكنه ما نعيشه يومياً.
هل ترى كيف ترتبط هذه الأمور بعضها ببعض؟ نستطيع أن نعرف إذا كان أي إنسان يحبّ النور والحق وبالتالي إن كان ابناً لله من خلال العلاقة اليومية فحسب. وحضور عدة اجتماعات في الأسبوع لن يسمح لأي إنسان أن يعرف إن كان أحد ما يحبّ النور وهو ضعيف، أو إذا كان يبغض النور ولذلك فهو غير مخلَّص. والله يكنز بحسب خطته في أوانٍ أرضية، وخطته تشمل كهنوت المؤمنين. إن خطة الله لشعبه هي في أن نكون “نعظ أنفسنا كل يوم”. وعندما نعيش هكذا بالحق فسنجني فائدة وهي أن كل أولاد الله الحقيقيّين سيغدون ناضجين أكثر فأكثر. توجد نتيجة أخرى لسيرنا معاً بحسب قصد الله وهو أنه إذا كان أحدنا لا يحبّ النور فعندها سينكشف بأنه مدّعٍ. إذا كان هذا الشخص لا يقبل التصحيح، وإن كان لا يأبه بما يقوله يسوع عن هذه الأشياء بل يغضب ويتعجرف فعندها سينكشف بأنه مسيحيّ مزيّف. ويصبح من الواضح أنه لم يعطِ حياته ليسوع بالمرة لأن الحقيقة هي أن الإنسان لا يمكن أن يكون لديه الروح القدس ويبغض النور؟(يوحنا 3؛ 1 يو1، 3).
إذا كنا نبني بهذه الطريقة- مغيّرين حياتنا الأنانية أو الكسولة، ونتعلّم بالحقّ كيف نحب أحدنا الآخر كعائلة يوماً بعد يوم، متحمّلين المسؤولية في خدمة أحدنا الآخر بكلمة الله- عندها نصبح بيتاً يقدر يسوع أن يعيش فيه ويحبّه. سيكون منزلاً ذا تصميم جيد يسهل على يسوع وعلينا جميعاً أن نسكن فيه ونجعله بيتاً لنا.
قال يسوع إنه عندما نضع كلمته قيد الممارسة، فإذا هبّت الرياح (وسوف تأتي بكل تأكيد)، فسوف يثبت البيت. إنه سيثبت لأنه مبنيّ على صخر “طاعة الكلمة” وليس على التفكيربالكلمة فحسب أو الترنيم عنها. إذا كنا نرنّم عنها فقط ونصلّي عنها ونتحدث عنها ولا نتغيّر بحسب الطريقة التي ينبغي أن نطيع فيها كلمته أحدنا من نحو الآخر، فعندما تأتي الرياح سينهدم البيت ويتلاشى مهما بدا جميلاً. وهذا ما وعد به يسوع في متى 7. لذلك احرص على أن تبني بحسب طريقته وافعل شيئاً ما بخصوص هذه الحقائق. طعْ وعندما تهبّ الرياح فلن تؤذيك.
وبالطريقة نفسها التي يختبئ بها العصفور والأرنب الصغيران تحت إحدى الصخور عندما تأتي العاصفة، يمكنك أن تحتمي تحت جناح يسوع إن كنت تبني بالطريقة التي يطلبها منك. فالريح تعصف بالأشجار وتحرّك الأشياء الثقيلة مما يحطّمها وستضرب البروق. ولكن إن كنت تبني بالطريقة التي يطلبها يسوع وتلتفت إليه عندما تحلّ هذه الامور فستغدو في أمان في حمى جناحيه. فستعبر الريح العاصفة وستسطع الشمس. ستغني العصافير من جديد، وتتجدّد الحياة. وسيكون “البيت” قوياً وذا تصميم جيّد. عندما تعصف الرياح وتضرب “البيت” فسوف يثبت لأنه لا يحوي إلاعلى مواد جيدة ولأن تصميمه جيّد. لن يتضرّر هذا “البيت” الرائع إلا قليلاً وسنكون كلنا في أمان. وكما حدّد الله لنوح بالضبط مواد بناء الفلك وتصميمه، كذلك فإن يسوع له خطة من جهة مواد بيته وتصميمه. وليست خطته في العهد الجديد كأنما رجلاً قديساً يعطي عظة لمنظمة من الناس المتفرقين “قائمة على الحضور”. إنها الآن علاقات لمحبيّ النور وهم “مئات الأمهات والآباء والأخوات” وهي عميقة ويومية ومحبوكة وأليفة “من صغيرهم إلى كبيرهم”.
هذه هي بشارة ملكوت يسوع. فقد قال، “أبي يغار على البيت الذي بناه”. والآب يرغب أن نبني بيته بحسب طريقته. في العديد من البلاد والمدن، قلما يُبنى البيت كما يريده يسوع أن يُبنى. ففي كل “كنيسة” تقريباً في معظم البلدان يوجد أناس يلتقون معاً وفق طقوس وتقاليد ثم ينصرفون كلّ واحد في طريقه الخاص ليعيش حياته كما يشاء. قد يخطئون بسهولة أو باختيارهم أو قد يحاولون ألا يخطئوا، ولكنه ليس بيتاً لأنهم ليسوا عائلة تلتقي كل يومٍ معاً.
لا تصبح الحجارة مكاناً يدعوه الله بيتاً إلا عندما تلتصق معاً بواسطة لاصق الحبّ العملي والانفتاح وعندما يبنيها الله المصمّم. حتى لو كنت حجراً جيداً وحاولت أن تعيش حياة مقدسة فأنت لا تزال حجراً واحداً. ولو وُضِع هذا الحجر على الأرض فلن يصبح بيتاً ليسوع. فهو لا يريد حجارة فردية مبعثرة في حقل. يجب أن نجتهد لكي يلتصق أحدنا بالحجارة الأخرى حتى ولو اضطررنا إلى أن نجبر أنفسنا على ذلك فتصميم الله اليومي للبيت هو أننا “نقوم ونجلس ونمشي معاً في الطريق». نغسل الثياب معاً ونذهب إلى السوق معاً. وبينما نعمل معاً في الحقول المتنوعة سواء في صنع اللِّبن أو قطع الحطب أو تحضير وجبات الطعام، دعونا نعمل هذه الأشياء معاً لنكون عائلة واحدة عوضاً عن أفراد كثيرين أو عائلات كثيرة. ففي هذه الأمور «البسيطة» من حياتنا اليومية نلتحم في إيماننا ورجائنا ومحبتنا معاً. فهذه المهمّات اليومية التي نعيشها يومياً كعائلة هي «نوافذ القلب» التي تسمح لنا بأن نغسل أحدنا الآخر بمياه الكلمة عوضاً عن دين مصطنع من «حضور» طقوس دينية وترانيم ومواعظ لأحد الرجال القديسين. فيسوع بصدد بناء عائلة فحسب.
قال يسوع إذا كنتم تطيعونني بالحق فسوف يكون لديكم مئات الآباء والأمهات والإخوة والأخوات- ليس مئة من الجيران، ولكن مائة من أفراد الأسرة القريبين جداً. هذه هي إرادة الله. هذه هي تعاليم يسوع المسيح الذي يبني بيته بواسطة مواد جيدة. فليست المواد السيئة موضع ترحيب إذا لم تتغيّر عند سماع كلمات يسوع.