مقاصد الله ...الآن!
فمقاصد الله هي أن يَحْبِك حياة الناس “الآن بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ» بواسطة كائن حقيقيّ وليس مجموعة من الناس الذين يحضرون شيئاً- فهو يوصينا «اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَت» «اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ» «أحبّوا بعضُكُمْ بَعْضاً». هذا هو نوع الحياة التي يمكن أن يراها الناس. هذا هو نوع الحياة التي تحدّث عنها يسوع عندما قال، «كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ» (يوحنا 13).
2/12/2007
شاهدت ذات مرة برنامجاً موثّقاً عن ألبرت أينشتاين. ورد في المقدمة تعبير بما يشبه، «يطلّ على العالم كل فترة طويلة جداً جداً جداً من الزمن رجل يرى الكون بعينين مختلفتين ثم يغيّر الكون الذي يعيش فيه». نريد أن نضع هذا التحدّي أمامك. كن ذلك النوع من البشر، وانظر إلى العالم ليس من خلال العين الطبيعية ولكن من خلال العين الروحية. كن ذلك الرجل الذي يتحدّث عنه الفصل 11 من العبرانيين. وانظر ما يراه الله من جهة مسكنه بالروح في المجد المتزايد. شاهد صورة بعين ذهنك مشابهة لما رآه المؤمنون في عبرانيين 11. فقد رأوا المدينة التي بانيها وبارئها الله، ولذلك لم يعودوا يشبعوا بأي شيء آخر. لم تعد لديهم الرغبة في أن يرجعوا إلى المدينة القديمة. لقد رأوا الخطة السماوية قبل زمن بعيد، ولم يكن لديهم الاستعداد في التراجع حتى ولو لم يقدروا أن يلمسوها بأيديهم وحتى لو لم يقدروا على أن يحيوا في تلك المدينة المبنية من أجلهم . «لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ».
وهذا التحدّي نفسه موضوع أمامك وأمامي. انظر حولك إلى العالم الذي أنت فيه والكون الذي أنت فيه ولا سيما الكنيسة التي أنت فيها ودع الغيرة تأكلك. دع الغيرة تأكلك بطريقة تغدو فيها مستعداً لكي تجازف بكل شيء في حياتك من أجل أن ترى ذلك يتحقّق في بيئتك. سوف تجازف بحياتك. وسوف تجازف بعائلتك (مز 8:69-9). سوف تجازف بعملك. وسوف تجازف بكل شيء من أجل الله ومواعيده. هذا ما ينبغي أن تفعله وبحسب الكتاب المقدس، ليس للمسيحية إلا هذا النوع. وهذه ليست فكرة شائعة ولكن رومية 4 يقول، «بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا».إذاً يلزمك أن تنتبه جداً جداً لئلا تقبل شيئاً لا يقبله الله مهما كانت حالة الكنيسة التي تنتمي إليها، وأينما كنت (في أي بلد أو منطقة تدعوها موطناً لك). لا تقبله بدافع الكسل، أو إهمال كلمة الله، أوبدافع نقص الرؤيا أو الخطية في حياتك الشخصية التي تعمي عينيك أو ... حتى تشعر بعدم الأهلية. لا تسمح للآخرين المستريحين في لاودكية بأن يبتزّوك أو يسخروا منك ويقودوك إلى الفتور.
ربما درجت على الاعتقاد بأنك مجرّد “عاميّ” وليس لديك ما تقدمه. وربما تظنّ أن رأيك في الحقيقة لا يهمّ لأنه يوجد أناس حكماء كثيرون في العالم ... “فماذا يمكنك أن تعرف؟” أريد أن أشجّعك بأنك أياً كنت فلديك ما تقدّمه. إذا سبق ودعوت باسم الرب وطلبت منه أن يسود على حياتك فلديك ما تقدمه. إذا طلبت منه أن يغفر خطاياك فلديك ما تقدمه. إن رغبة الله هي أن الناس من صغيرهم إلى كبيرهم يعرفونه ويعيشون بحسب مشورته وتكون لهم شركة معه في حياتهم اليومية.
يظهر في العالم مرة كل فترة زمنية طويلة إنسان أو شعب لهم الاستعداد بأن يستفهموا عن الكون الذي يعيشون فيه ويُحدِثوا فرقاً في العالم من حولهم. هذا موضوع العبرانيين 11. وهذا ما دعا الله كلاً منا إليه إن كانت لنا الشجاعة والاستعداد وكنا في شركة مع الرأس. إن ثبتنا فيه فسيظهر ذلك في حياتنا بثمار كثيرة. يمكنك أن تكون ذلك الشخص الذي يحدث فرقاً في العالم الذي تعيش فيه.
أرجو أن أكون قد وضّحت على الأقل أمراً واحداً يساء فهمه في المجتمع المسيحيّ، وهو أن صيرورة المرء مسيحياً هي نهاية الرواية. ومن ثم تأتي الصيانة وهي “حضور الكنيسة التي تختارها في أيام الأحد” إلى أن يرجع يسوع من جديد وتمضي معه إلى بيت في الأعالي. أودّ أن أمحو هذه الفكرة بشكل كامل لأنها ليست فكرة الله، فهو يدعو ذلك المفهوم ديناً مزيّفاً ولاودكية التي تؤذي معدته.
«لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ، بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَة حَسَبَ قَصْدِ الدُّهُورِ» أفسس 10:3-11.
هذا هو قصد الله الآن. فمشيئته هي في تعريف حكمته المتنوعة من خلال الكنيسة. ليس فقط من خلال الأفراد المخلّصين، وليس من خلال مجتمع عاجز يتألف من أناس يستمعون إلى مواعظ في يوم محدّد من الأسبوع وهم يرتدون الطقوم وربطات العنق... ولكنها من خلال نسيج الحياة، ومن خلال مجتمع المؤمنين الذين هم كجسد «مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل»، وبشعب تُحبَك مواهبه «لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ». إننا ملتصقون، «حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا». حارب من أجل تلك الرؤيا التي في أعمال الرسل عن المؤمنين الذين لا يمتلكون الممتلكات وهم متحدون معاً- يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ كُلَّ يَوْمٍ» و»جَهْرًا وَفِي كُلِّ بَيْتٍ». تخيّل شعب الله بأنهم كائن حيّ متّحد ولهم نسيج مشترك للحياة حتى إن أبواب الجحيم لن تقوى عليهم. إن الدين «المبنيّ على حضور الاجتماعات» هو مقبول في بعض الأديان ولكنه ليس ما أسسه يسوع ورتبه.
فمقاصد الله هي أن يَحْبِك حياة الناس “الآن بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ» بواسطة كائن حقيقيّ وليس مجموعة من الناس الذين يحضرون شيئاً- فهو يوصينا «اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَت» «اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ» «أحبّوا بعضُكُمْ بَعْضاً». هذا هو نوع الحياة التي يمكن أن يراها الناس. هذا هو نوع الحياة التي تحدّث عنها يسوع عندما قال، «كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ» (يوحنا 13). فقد قال إنه “أشْهَرَ الرياساتِ والسَّلاطين”. فمشيئة الله الآن هي أنه يذلّ الشيطان وكل والرياسات والسلاطين جهاراً “بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ». ومقاصده بحسب الكتاب المقدس بأن يجعل «الآن» بواسطة الكنيسة أعداءه موطئاً لقدميه- وليس فقط في مجيئه الثاني وفي الملكوت الأبدي النهائي عند انتهاء عمل الله ولكن الآن.
ونحن بالطبع لسنا نتكلّم عن القصد البعيد المنال. إننا نتحدّث عن فعالية اجتماعية، وليس عن شيء ما يحدث ما بعد الملك الألفيّ ولا عن لاهوت سائد. ليس الأمر في شدّ العضلات ولكنه في حمل الصليب...فنحن نتحدّث عن أناس يعبّرون عن حياتهم معاً بالطريقة ذاتها التي عبّر فيها يسوع عن حياته كملك الملوك. فقد ولد وكأنه طفل غير شرعيّ في مذود، وركب على حمار مستعار، ولم يكن له أي ممتلكات شخصية- ولا أي سلطة، ولا تعليم، ولم يتبع طائفة سياسية، «لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ». نحن نتحدّث عن شخص محبّ لعامة الشعب ويستطيع أن يرى ما في داخل قلوب الناس وأن يأتي بهم إلى الصليب. نتكلّم عن العار المحتمل في إظهار وجوده وحياته ودعوته للتلاميذ ليصبحوا صيادي الناس. إن قلب الله هو في أن نصبح جزءاً من بيته، «مسكناً» له وأن نصبح حجارة حية، لأننا لم نكن شعباً ولكننا الآن شعب الله.
اقبل يسوع الناصريّ وملكوته الذي «ليس من هذا العالم»، وليس كمنتصر على روما أو أي بلد تعيش فيه، أو على نظام «الكنيسة». اقبله بكل بساطة كملك نجّار أحب وسامح ووضع حياته... وكان مستعداً لكي يقلب موائد الهيكل ويصنع سوطاً لو لزم الأمر من أجل محبة الآب ومن أجل بيت أبيه.
كان يسوع مستعداً ليتحدى الكون الذي يعيش فيه وبذلك يغيره، وقد دعانا لنكون ذلك النوع من الناس. وهذا ليس نقل معلومات. هذه دعوة إلى القداسة والتكريس لمقاصد الله، ودعوة لرفع رؤيته في قلوبكم وفي حياتكم. انحنِ على ركبتيك وصلّ. هذه دعوة لا لكي تغيّر الكون العالميّ المرئي ولكن لكي تغير الكون العالميّ غير المرئيّ. ““لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ، بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَة حَسَبَ قَصْدِ الدُّهُورِ» أفسس 10:3-11.» وهذه مقاصده لكل الناس.
فاسمح للجمرة المحرقة بأن تطهّر شفتيك وقلبك، انظر إلى الله واصرخ، «ها أَنا أَرْسِلْني»!
إنّ الحرية موجودة في الكنيسة التي تسمح ليسوع أن يحيا فيها ويكون متدخّلاً في كل شيء بشكل فعال وليس مجرّد شخصية تاريخية معتبرة ومكرّمة تستحقّ الدراسة!
كل مؤمن يحيا يسوع في داخله ويعمل فيه بشكل يومي تقع على عاتقه مسؤولية تقديم مواهبه “لتكميل الجسد” وهي كل ما سكبه يسوع في جسده، أي كلّ المواهب.
إذا كنا نستطيع أن نساعدك بأي طريقة، فحسب المعتاد، نرجو أن تتصل بالكنيسة هنا على العنوان
P.O. Box 68309, Indianapolis, IN 46268 USA.
حقوق الطبع © 2006 RealPeople@JesusLifeTogether.com
قوانين النشر، رغم غرابتها فيما يتعلّق بنشر كلمة الله، تطلب منا أن نقول ما يلي: هذه المواد لها حقوق للطبع ولا يمكن أن يُقتبَس منها و /أو يعاد إنتاجها بدون سياقها الكامل (كل الوثيقة) إلا بإذن من الكاتب. إلا أنه يمكنك أن تنسخ هذه بكاملها. وبالطبع يحظّر «بيع» هذا المنشور بأي ثمن (2 كو 17:2؛ مت 8:10)