قيادة يسوع
في جميع أفراد شعبه
فينبغي ألا يوجد أرباب عمل يسيطرون على القرارات وعلى الأموال وعلى الناس- باستثناء الرب يسوع في جميع شعبه ومن خلالهم بروحه القدوس. فهو يسكن في كل خاصته الذين تجدّدوا بالحق وهم يكرّسون له الحياة اليومية الواحد مع الآخر وهم خاصته (عب 12:3-14)- الجميع كهنة!
2/12/2007
لقد ظلمت المسيحية المزيفة الناس على مدى سنوات عديدة. ذلك لأنها اختارت عدداً قليلاً من الناس ورفعتهم جاعلة إياهم “قادة” أغنياء ومشهورين وذوي سلطة في الوقت الذي دفعت فيه معظم الناس إلى أسفل. ففي الولايات المتحدة والهند وبولندا ورومانيا والبرازيل، وجميع أنحاء العالم، يوجد “أبطال” مسيحيّون ومسيحيّون “بسطاء”. وهذا خاطئ جداً. فقد قال يسوع للرسل الاثني عشر في متى 23 “لا تدعوا لكم معلّماً، ولا تدعوا لكم أباً، ولا تدعوا لكم سيّداً» أي لا تدعوا لكم قسيساً أيضاً لأنكم جميعاً إخوة وأخوات ولكم أب واحد! فينبغي ألا يوجد أرباب عمل يسيطرون على القرارات وعلى الأموال وعلى الناس- باستثناء الرب يسوع في جميع شعبه ومن خلالهم بروحه القدوس
يقول الكتاب المقدس في أفسس 4 أنه عندما مضى يسوع الى السماء، أرسل روحه، وأعطى مما له ووزّع على جسده، الكنيسة. لقد أخذ يسوع كل العطايا التي كانت لديه (وهو الذي له عطايا روحية عديدة، أليس كذلك؟) وأعطاها لشعبه ككلّ. فهو لم يأخذ هذه العطايا التي له ويودعها في “القس” أو شخص واحد يدعى “رجل الله”. ويقول الكتاب إنه أخذ كل ما له من العطايا، وقدّمها لكامل جسده. ويقول الكتاب المقدس إن الروح يُعطى ويودَع كهبة، بحسب مشيئته، وعلى الكنيسة كلها. إذا كنت مسيحياً حقا ، وإذا قدّمت حياتك بالذات ليسوع، فسيمنحك الروح القدس موهبة خاصة جداً..
إنّ موهبتك هي جزء من يسوع. توجد أنواع عديدة من المواهب المذكورة في الكتاب المقدس. وعلى سبيل المثال، يعطي الروح القدس الرحمة كموهبة. فموهبة الرحمة جزء من يسوع قدّمه لبعض الناس. وهي موهبة فائقة للطبيعة. فيجب أننا جميعاً نحصل على الرحمة، أليس كذلك؟ ولكن توجد رحمة فائقة للطبيعة وهي عطية الروح القدس. وبما أن يسوع له السلطان، وكل موهبة يمتلكها كل منا هي جزء من يسوع إذا يمكننا أن نقبل المواهب التي في كل منا لأن يسوع هو الذي أودعها
وبهذه الطريقة فإن القيادة هي في جميع شعب الله. يدعونا الكتاب المقدس كهنوتاً ملوكياً. ولا يقول الكتاب المقدس مملكة فيها كهنة، وإنما مملكة كهنة. ولا توجد مجموعة خاصة مثل الكهنة اللاويين في العهد القديم. أما في العهد الجديد، فيُفترَض أن يكون جميع شعب الله كهنة أحدهم للآخر. فليس قصد الله أن يضع رجلاً واحداً مقدساً يستطيع أن يعطي المواعظ. لكن الكتاب يخبرنا بأن يسوع صعد إلى العلاء وأعطى عطايا لجميع شعبه. فقد صنع يسوع ملكوت كهنة. وقد وضع جزءاً منه في كل فرد كبير وصغير من شعبه الذين تجدّدوا بالفعل. لذلك نحتاج أحدنا إلى مواهب الآخر. إننا بحاجة إلى كل مواهب يسوع! توجد مئات المواهب لأن يسوع بجملته قد سُكِب من أجل عائلته. لذلك قال يسوع أن نكون إخوة بين أشقاء. فنحن لسنا بعد بحاجة إلى أن نرى أمامنا رجلاً واحداً وموهبة واحدة. يجب ألا نسمح بذلك بعد الآن. فهو يسكن في كل خاصته الذين تجدّدوا بالحق وهم يكرّسون له الحياة اليومية الواحد مع الآخر وهم خاصته (عب 12:3-14)- الجميع كهنة!
لا توجد صلاحيات استثنائية في شخص واحد يدعى “رجل الله” في حين يجلس الآخرون ويراقبون. لطالما تصرفنا وكأنه توجد موهبة واحدة- موهبة “القس” وذلك بسبب طريقة بناء الناس للكنيسة على مدى أكثر من 1800عاماً (ولكن ربما يُسمَح لكل إنسان آخر أن تكون له “موهبة تقديم المال”!” أما القسوسية/الرعاية فهي موهبة وحيدة!) إذا بنينا بطريقة خاطئة فسوف نخسر جميعنا. فإذا دفعنا رجلاً واحداً إلى الأمام ودعوناه “القس” بينما الباقون يجلسون ويستمعون كل الوقت فلن يتمكّن أحد من أن يشترك في موهبتك، لكنهم سيحصلون على موهبة “القس” فقط. هذا تضييق وتخريب! فإن كنا نريد أن نرى عظمة الله، وإن كنا نريد أن نرى حياة كل منا تتغير وحياة أولادنا تتغيّر فنحن بحاجة إلى يسوع بكامله. فحتى الأطفال لهم مواهب وهي جزء من يسوع. نحن بحاجة إلى كل هذه المواهب في حياتنا. وكُلُّنا إخوة. فالله يُسرّ في مشاركتك لي بالموهبة التي أعطاك إياها وبأن أشاركك بالموهبة التي أعطاني إياها. وينبغي ألا نقبل بمجرد جزء من يسوع. آمين؟
هل ترى سبب قولنا إنه يجب أن تكون لديك الشجاعة؟ يجب أن تتغير الأمور! لا يمكنك الاستمرار في فعل ما تعوّدت أن تقوم به. فينبغي أن تصمّم على استخدام مواهبك وعلى تشجيع الآخرين ليفعلوا الأمر نفسه. يجب أن تقرّر بأن تكون مطيعاً وشجاعاً. فإذا استمريت في الجلوس في كرسيّك أو على الأرض كل الوقت ولم تستخدم مواهبك بشكل أفضل مما كنت تفعل فستنطفئ مواهبك باستمرار. “يطلب في الوكلاء أن يكون الوكيل (أو من أودع عطية) أميناً». هل تذكر ما حدث للرجل الذي طمر وزنته؟ قال له يسوع، «أيها العبد الشرير والكسلان». هذا ما يقوله يسوع لنا عندما لا نفعل ما يفترض القيام به. إذا كنتَ لا تستخدم موهبتك أو إذا كنتُ لا أستخدم موهبتي، فكل منا «شرير وكسلان».
ماذا لو كنت عداءً أولمبياً مستلقياً في سرير وأتى أحدهم ولفّك بحبل؟ حتى ولو كنت بطلاً رياضياً، فإذا كنت هناك مربّطاً بالسرير فستضعف عضلاتك وستموت في نهاية المطاف. ستضيع كل طاقاتك لأنك مربّط إلى سرير لمدة شهور أو سنوات. هل ترون كيف أن تقاليد البشر تسرق كلمة الله وتسلبها؟ إن الطريقة التي استخدمناها في البناء على مدى 1800 سنة في بيت الله قد ربّطت معظم شعب الله إلى السرير! ولم يتمكّنوا من القيام والسعي لتحقيق مصيرهم لأن البشر قد بنوا بشكل خاطئ ولم يتبعوا كلمة الله.
فإذا بنينا الكنيسة أو صمّمناها بالطريقة التي تمجّد إنساناً واحداً أو “موظّفاً” وأطفأنا مواهب الآخرين فنحن مجرمون في المحاكم السماوية بسبب الأضرار والخسائر التي سيعاني منها كثيرون لوجود “الخميرة في العجين» والمواهب غير المستخدمة!
وعادة فإن السبب في البناء بالطريقة الخاطئة ليس أن الناس “سيّئون” وإنما على الأغلب لأننا لم نعرف كيف نبني بيت الله بحسب تصميم الله. فقد خلط العالم المسيحيّ على مدى 1800 سنة مضت في المسائل المتعلقة بهوية المسيحي، ومن هو القائد، وما يُفترَض أن تكون عليه الحياة اليومية وكيف ينبغي أن تكون الاجتماعات. ويريد الأب السماوي أن يعيد هذه الأشياء في حياتكم الآن. فكما أُهمِلت كلمة الله في أيام الملك يوشيا ثم وُجِد الحق مطموراً تحت أنقاض ممالك البشر وتقاليدهم هكذا نرى أن حقّ الله طالما تعرّض للإهمال (مع أنه دائماً في الكتاب المقدّس) وهو الذي يستطيع أن يحرّر البشر. سيغيّر الله حياتك بشكل عجيب وسيغيّر كل الناس من حولك نتيجة لذلك. هذه حقائق قوية وثمينة، سواء كان في مدينتك أو قريتك عدد قليل أو كثير، وكما قال مرة يوناثان صديق داود الحميم “إن الله لا يعسر عليه أن يخلّص بالكثير أو بالقليل» ومكتوب،» يُسأل في الوكلاء لكي يكون الوكيل أميناً». علينا أن نتحلّى بالشجاعة لكي نفعل شيئاً ما لدينا من جهة الحقّ الذي تجاهلناه أو عصيناه في الماضي. وبينما تعيش بجرأة من أجله فهو نفسه سيكون راعيك وحصنك وحاميك الخاص.